نوفمبر 22، 2009

مصر والجزائر ... وعصر الانحطاط العربي

مصر والجزائر ... وعصر الانحطاط العربي

22 /11/ 2009- ابراهيم دعيبس

صحيفة القدس

شيء لا يصدق هذا الذي يحدث بين مصر والجزائر، فلا منطق يفهمه ولا عقل يقبله، والحمد لله على عدم وجود حدود مشتركة بين البلدين لان احدا لا يمكنه التكهن بالذي كان قد يحدث بعد هذه المباريات الرياضية والتداعيات السابقة واللاحقة، وقد وقعت حرب فعلا بين دولتين في اميركا الجنوبية بعد مباراة رياضية.

لقد بلغ تصاعد الحملات الاعلامية واجواء التحريض والعداء حدود استدعاء مصر لسفيرها في الجزائر وتدخل رئيسي الدولتين ومناشدة عمرو موسى الطرفين تجنب الفتنة وقال احدهم ساخرا ان قمة عربية طارئة قد تنعقد لبحث الموضوع، ويشارك في هذه الحرب الاعلامية سياسيون وفنانون واعلاميون كبار ويروي شهود العيان قصصا وحكايات من كل الانواع وبكل التفاصيل وصار مواطنو ومؤسسات البلدين الشقيقين في دائرة الخطر والاستهداف.

ولا يوجد قول او تعبير يصف الحالة اكثر من المثل الشعبي المعروف »الجنازة حامية والميت كلب» لان كل هذا الذي جرى ويجري هو نتيجة مباراة التأهل للمشاركة في المونديال او كأس العالم في جنوب افريقيا العام القادم. والفريق المتأهل وهو الجزائر، قد يخرج من المباريات من الجولة الاولى والقضية لا تتعلق بالبطولة الدولية او كأس الامم وانما بمجرد المشاركة وهذه حالة تعبر عن العجز الرياضي حيث ان البلدين لم يصلا الى المونديال منذ اكثر من عشرين عاما.

هذا الاهتمام غير العادي شمل كل فئات المجتمع وصار على حد قول وسائل الاعلام حلم 80 مليون مصري وملايين الجزائريين الذين قتل منهم ما لا يقل عن 18 شخصا في حمى الاحتفالات، وهو اهتمام لا تفسير له سوى انه نوع من البحث عن بطولات وهمية في زمن يسود فيه الاحباط والفقر والبطالة بدون بطولات حقيقية سياسية او اقتصادية او علمية.

كما ان حالة الاستنفار والاستعداء بين البلدين، والروح العدوانية لدى المشجعين، تدل كم تأصلت الاقليمية في العالم العربي وابتعدت القومية ومفاهيم الوطن الواحد والمصير الواحد في بلد المليون شهيد وبلد ام الحضارة والقومية.

صحيح ان كل طرف يحب ان يفوز، وانا كنت اتمنى ان تفوز مصر، لكن مظاهر الفوز او الخسارة وردود الفعل يجب الا تكون بهذه الطريقة الابعد ما يكون عن الاخلاق والروح الرياضية.

نأمل ان تهدأ الامور وينتصر العقل، فنحن في العالم العربي لا تنقصنا جراحات جديدة وتمزق جديد في عصر الانحطاط الذي نعيشه.

اسرائيل وحدود «دولتنا»!!

بعد حرب 1967 مباشرة كانت اسرائيل مستعدة للانسحاب من كامل الضفة الغربية وغزة والجولان وسيناء مقابل الاعتراف العربي بها والتعامل معها، وقد رفضنا حتى جاءت حرب تشرين 1973 ومن ثم زيارة الرئيس السادات للقدس. بعد ذلك بدأ الاعتراف المجاني باسرائيل وبدأت اسرائيل تتشدد. وفي ايام كلينتون وباراك وابو عمار، كانت اسرائيل مستعدة للانسحاب من نحو 95٪ من اراضي الضفة وغزة ومبادلة ارض بأرض بالتساوي بالمساحة والنوعية، وقد وصل الحد مناقشة الاحياء في القدس القديمة وقال عرفات قولته الشهيرة «انا عرفاتيان» لدى مناقشة حارة الارمن بالقدس، لم نتفق في حينه وعاد ابو عمار من واشنطن واشتعلت الانتفاضة بعد زيارة شارون للحرم القدسي.

اليوم تعرض اسرائيل بين ٥٠- ٦٠٪ من اراضي الضفة، ويقال ان هناك من يقبل ويناقش هذا الطرح. والنتيجة ستكون الرفض في كل الاحوال.

اذا استمر الوضع كما هو وعلى حاله فإن اسرائيل قد تعرض بعد عدة سنوات، دولة في حدود المقاطعة وربما مدينتي رام الله والبيرة.

نحن وايران...وهذا المجتمع الدولي

لا يمر يوم دون بحث قضية ايران وسلاحها النووي المزعوم او المحتمل. ولا يمر يوم دون سماع تصريح من هذا القائد او ذاك عن عقوبات جديدة او تشديد العقوبات ضد ايران اذا لم تتجاوب مع المقترحات الدولية.

تحدد الولايات المتحدة واوروبا وغيرهما اوقاتاً بالاشهر للوصول الى نتائج واذا لم يحدث ذلك فان كل الامكانات والاحتمالات واردة، بما فيها التهديد الاسرائيلي تلميحاً او تصريحاً، بالقيام بخطوة عسكرية ضد المفاعلات النووية الايرانية. الاقتراحات لا تتوقف وكذلك التهديدات، والعالم كله مشغول بهذه القضية.

في الجانب الاخر او الوجه الاخر من الصورة، نقف نحن واسرائيل. الكل يدين خطوات اسرائيل الاستيطانية وممارسات التهويد والعزل في القدس، وجرائم الحرب التي ارتكبتها في حربها ضد غزة، ومع هذا فإن احدا لا يفرض عقوبات ولا يفكر حتى بالتهديد بالعقوبات، بل ويقف ضد تقرير غولدستون وضد اي اجراء ضد اسرائيل في المؤسسات الدولية، او حتى ضد فكرة الاعتراف الدولي بحدود الدولة التي يتحدث عنها الجميع ولا يعملون شيئاً لترجمتها الى ارض الواقع.

ولهذا سبب واحد وهو اننا ضعاف ومستضعفون، واسرائيل التي تقود الحملة ضد ايران، قوية وقادرة على التأثير في صنع القرار لدى عواصم دولية كثيرة. نحن لدينا قدرات هائلة نفطية وثروات طبيعية وموقع استراتيجي وأرصدة مالية لكنها كلها غير مستغلة ولا استغلالها وارد، لاننا لا نملك الارادة اللازمة ولا الرغبة ولا الشعور القومي وقد تجذرت فينا الفردية والقطرية.

انجازات عربية

< دخول موسوعة غينيس بأكبر صحن من التبولة ومن الحمص واكبر سدر من الكنافة وأطول فستان.

< اقامة اول جامعة مختلطة في السعودية لا يحق دخولها لرجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او ما يسمى بالشرطة الدينية.

< صدور قانون في الكويت يسمح للمرأة المتزوجة بالحصول على جواز سفر دون موافقة زوجها.

< صدور قرار بجلد صحافية سودانية لارتدائها البنطلون ولم ينقذها سوى شجاعتها واستبدال الجلد بالغرامة او السجن.

< صدور قرار آخر بجلد اعلامية سعودية لانها تعمل في محطة تلفزيون بثت برامج غير قانونية بالمقاييس السعودية ولم ينقذها سوى عفو ملكي.

< العقيد القذافي بدأ عامه الـ ٤١ بالحكم وقد طالب اللجان الثورية في بلاده بمناقشة كيفية وصول نجله سيف الاسلام الى رأس مؤسسات السلطة. القذافي كان اعزب حين وصوله الحكم بالانقلاب.

<هذا الاهتمام غير العادي شمل كل فئات المجتمع وصار على حد قول وسائل الاعلام حلم 80 مليون مصري وملايين الجزائريين الذين قتل منهم ما لا يقل عن 18 شخصا في حمى الاحتفالات، وهو اهتمام لا تفسير له سوى انه نوع من البحث عن بطولات وهمية في زمن يسود فيه الاحباط والفقر والبطالة بدون بطولات حقيقية سياسية او اقتصادية او علمية.

 

ليست هناك تعليقات: