أغسطس 16، 2015

كلمات في ذكرى وفاة جدتي رحمها الله


١٤ سنة مرت على فراقك يا جدتي الحبيبة (زكية) .. مازلت اذكر اتصال المستشفى في ذلك الصباح الباكر لإخبارنا بوفاتك .. ارتديت ملابسي على عجل .. انطلقت مع ابي الى المستشفى .. ذهبنا الى الثلاجة لرؤيتكِ .. وجهكِ يضئ نوراً .. صعدت لغرفتكِ التي متِ فيها وحيدة .. رأتني ممرضتكِ .. وضعت يدها على فمها ظناً منها انني قادم لزيارتكِ ولم اعلم بوفاتكِ .. السرير فارغ ومرتب .. أتممنا إجراءات دفنك .. دخلنا عليكِ في المقبرة بعد تغسيلكِ وتكفينكِ وتطييبكِ لالقاء النظرة الأخيرة عليكِ .. وجهكِ ازداد نوراً .. لم يكن في المقبرة من اقاربكِ غير أبي وأنا .. جميعهم كانوا في إجازاتهم الصيفية ولم يعلموا بدخولكِ الى المستشفى .. الجو شديد الحرارة في شهر يوليو في مقبرة الرويس .. قبركِ كان بارداً .. رطباً .. واسعاً .. نزلت القبر قبلكِ، حملتكِ .. وضعتكِ على شقكِ الأيمن باتجاه القبلة .. فككت عقدة كفنكِ .. كنت آخر من لمس جسدكِ الطاهر .. وقفت ووالدي وحيدين تحت تلك الشجرة الوحيدة في المقبرة لتلقي العزاء فيكِ .. ذهبنا للبيت عيوننا باكية .. قلوبنا مكلومة .. وعقولنا تسترجع ذكرياتك .. كلماتك .. ضحكاتك .. صلواتك .. ودعاءك لابناءك وأحفادك وذراري ذراريهم الى يوم الدين.

بعدها بسنوات قليلة .. كنت في صحن الحرم أطوف للشوط السابع والأخير عصر احد الأيام وعلى غير العادة انساني الشيطان الدعاء لك .. شاهدتكِ تجلسين على كرسي بعجلات .. وبحركة لا ارادية لا واعية اندفعت نحوك لأقبل يديكي الطاهرتين .. نظرت للشخص الذي يدفعكِ من خلفكِ .. توقفت .. شخص لا أعرفه .. يا إلهي ما هذا الشبه العجيب بكِ.


هل أراني الله هذه الحاجة التركية التي تشبهكِ الى حد لا يوصف كي اتذكر الدعاء لك .. لا أدري .. ولكن ما اذكره جيدا هو انني جعلت بقية العمرة للدعاء لكِ ولَكِ فقط.

رحمكِ الله يا أم فؤاد يا جدتي العزيزة وأسأل المولى القدير أن يجعل قبركِ روضة من رياض الجنة وأن يجمعنا بكِ في رحاب جنانه .. اللهم آمين .. اللهم آمين.

أرجو من الجميع الدعاء لها ولجميع أموات المسلمين، وجزاكم الله خير الجزاء.