مارس 05، 2010


كتبه: فؤاد ابو هدهود

تصحيحاً وتوضيحاً لما ذكر  في موقع على الشبكة يتعلق بعين كارم، عمّا ذكره الدكتور وليد الخالدي في كتابه (كي لا ننسى) عن سقوط (عين كارم) في يد الصهاينة كما سمعته من ابن عم لي كان من ضمن المجاهدين الذين كانوا يدافعون عن البلد.

   بدايةً، بعد التهويل الذي ذكرته إذاعات العرب عما سُمّي (مجزرة دير ياسين) وهو في الواقع مبالغ فيه جداً حسبما ذكر لي صديق من دير ياسين زاملني السكن فترة طويلة في المغترب، وكان أهله أصدقاء لأهلي منذ زمن طويل، وهو الأخ (محمود أحمد أسعد رضوان) رحمة الله عليه. بعد هذا التهويل والمبالغة عن الهجوم على (دير ياسين) بفترة وجيزة بدأ أهل عين كارم بإخراج النساء والأطفال وكبار السن إلى القرى المجاورة ومنها (بيت لحم و بيت جالا و بتير) تأميناً لسلامتهم، وبقي الرجال يحرسون ويدافعون عن البلد ليلاً نهاراً، واشتبكوا مع العدو عدة مرات وسقط منهم الشهيد والمصاب ولكنهم قلّة والحمد لله: إلى أن جاءهم ضابط من الجيش العربي وطلب منهم الانسحاب ليحل محلهم الجيش النظامي، فلم يرضخ لقوله قائد المجموعة وهو العم (الحاج حسن جبر) والد عبدالله رحمة الله عليهم ووالد الدكتور فؤاد جبر الطبيب في عمان / الأردن، وقال للضابط نحن رجال البلد وأهلها، نعرف السهل والوعر في أرضنا ولن نتركها، وأهلاً بكم إن أردتم مساعدتنا، فقال الضابط (حرّاس أهالي وجيش نظامي في موقع واحد لا يجوز، ومخالف للقواعد والقوانين العسكرية، عليكم الانسحاب)، فقال الحاج حسن أريد مقابلة قائدكم، فقال أنا القائد هاهنا، وآمركم بالانسحاب، لديكم ساعتين .. وموعدكم مع مدفعيتنا في الرابعة عصراً إن لم تنسحبوا، وركب الجيب وانكفأ راجعاً.

    فجمع الحاج حسن الرجال وقال لهم لا نريد الاشتباك مع إخوتنا .. وتشاوروا، وقال لهم بيوتنا قريبة ونستطيع العودة إلى مواقعنا متى وجدنا ضرورة لذلك، وانسحبوا، فحل محلهم القوات النظامية. هذا ما قاله لي ابن عمي محمد محمود رحمة الله عليه وكان أحد الرجال المنسحبين. وأردف قائلاً: بعد منتصف الليل بدأت قذائف الهاون تنهال على البلد بكثافة من (جبل العقود والشرفة) شمالاً .. ومن (وبيت مزميل واللتون) ـ الأتون ـ شرقاً .. ومن جبل راس التوتة جنوباً، واكتشفنا بأن الجيش النظامي قد انسحب وحل محله الصهاينة الأعداء، واضطررنا للخروج من غرب البلد كلٌ حسبما استطاع الخروج. وهكذا سقطت عين كارم في يد العصابات الصهيونية.  وأصبح الأمر معروفاً لمعظم أهل البلد الذين عاصروا المحنة التي لم تزل.