يناير 22، 2013

القافلة تسير .. دون حاجة ﻟ ... سمير


القافلة تسير .. دون حاجة ﻟ ... سمير

جماعة الإخوان المسلمين .. وما نُشر في موقع "المصري اليوم"

منقول عن/ فؤاد ابو هدهود

    من عادتي كقارئ أن لا أواصل قراءة من يميل إلى الحقد أو يُبدي ضغينةً أو كُرهًا في أي وضعِ أو موضوع يَتناول. غير أن عنوان هذا المقال " الإخوان يكرهون الثقافة " الذي نشره الكاتب "احمد عبد المعطي حجازي" الذي يروق لي بعضٌ من شعره ونثره .. والنثر شعر،  .. مما دفعني للقراءة بتأنٍ .. ببصر وبصيرة .. لأنني أحد المتهمين بالكراهية والتخلف وكل ما وصف الكاتب من نعوت، في نظره ونظرائه في الفكر والحكر، وأبدأ بالقول: 

أن جميع ما ذكره الكاتب عن "جماعة الإخوان المسلمين" في هذا المقال غير صحيح على الإطلاق ولا يمت للحقيقة والواقع بأي صلة، وهو يقينًا يعلم ذلك، بدليل أنه لم يذكر أي مثالٍ أو موقفٍ أو فكرٍ أو حتى مقالٍ يدين الإخوان بما يُقنع المتلقي بصدق رأيه، ومن أتي على ذكر أسمائهم من أفذاذ المجتمع المصري الغني بالكفاءات مثل العقاد وطه حسين وغيرهم .. ما علاقة الأحزاب السياسية المذكورة بفكرهم وإنتاجهم العظيم الخالد.

   الأحزاب جميعها أين ما تكن وفي أي زمن هي سياسية بامتياز ، ومعظمها ينطلق من دافع مصلحي، والقليل منها قد يكون بدافع وطني، ولكن ما علاقة ذلك بالثقافة بشكل عام، الثقافة بحر من المعلومات والمواقف والتجارب، وكل إنسان وإن كان أميًا يتمتع بقسط منها تبعًا لشخصيته، وما علاقة الأحزاب السياسية والمصالح الفردية بالعلوم عمومًا أو بالإبداع الأدبي والفنون والموسيقى، الأحزاب تجمعات بشرية تحتضن كل من يدعمها بأي شكل ومن أي فئة من المجتمع، والعلماء والمثقفين والأدباء والفنانين وغيرهم من النخب وغير النُخب يُثْرون الأحزاب بانتسابهم إليها، وليست الأحزاب هي التي تصنعهم وتثقفهم وتؤدبهم وتجعل منهم مبدعون .. هم المبدعون الذين تفخر بهم أمّتهم، وبالتالي الأحزاب التي ينضمون إليها إن هم فعلوا.

   الإخوان المسلمون يشكّلون مجتمعًا مسلمًا يرنو بأن يُحْكَمَ بما أنزل الله في جميع الكتب السماوية من عدل ومساواة وكرامة وحرية وأمن ورخاء، وتحقيق الحق وإزهأق الباطل والظلم والضلال، وكاتبنا لا شك يعلم ذلك.

    أدعو الكاتب والأديب والشاعر المحترم الحافظ لكتاب الله الكريم أن يبرر مقالته بما يُبت صِدقة مما يعلمه من مثالب الإخوان المسلمين وخطاياهم، ولا أنزّه أي أحد أو فئة من أخطاء قد تُرتكب ـ والإنسان خطاء، وعليه أن يسوّغ موقفه إن استطاع.

   ثم ألم يكن في مصر علماء وحقوقيين وأساتذة جامعيين وقضاة ومثقفين ومبدعين وأدباء وفنانين والكثير من النخب في العهود البائدة "مبارك ومن سبقه"؟؟؟ ما الذي فعلته نُخب الصف الأول لمصرهم آنذاك.. أو ما الذي استطاع المخلصون منهم فعله لمصر في عهود تلكم الطغم الفاسدة المفسدة؟؟؟.

   لولا ثورة الشعب .. الشعب المصري الذي رفض الظلم وصرخ في وجه الظالم فخلع قلبه فانخلع، وجعل من زبانيته فلولاً – ويبدو أن "مثقفنا" أحدهم - لم يفتئوا يضعون العصي بين دواليب قطار النهضة والتغيير والعدالة الاجتماعية الهائل السريع الذي يهرسها بالحق في طريقه، كما هرس موسى وأخيه طغيان فرعون وهامان وقارون بكل عظمتهم وطغيانهم وزبانيتهم، وهو فرْد وحيد يعينه أخاه، بفضل الحق وقدرته، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

   لا أعتقد أن الموضوع يستحق إطالة في التعليق عليه بأكثر من القول بأن الكاتب – في نظري – قد سبَّ نفسه بالقول : أنظروني كيف أكذب بكل جرئه! .. وبعيون مفتوحة! .. الحياة مصالح!! سي يو. 

ليست هناك تعليقات: